الأصل الرابع: المنزلة بين المنزلتين
يقول: "وخلاف الخوارج داخل تحت المنزلة بين المنزلتين".
يقول عبد الجبار : ونحن أيضاً نخالف الخوارج، ومخالفتنا للخوارج تدخل في قضية المنزلة بين المنزلتين؛ وذلك أن الخوارج يرون أن مرتكب الكبيرة كافر في الدنيا وفي الآخرة، خالد مخلد في النار، أما واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وسائر المعتزلة فقالوا: حكمه في الآخرة أنه مثل الكفار فهو في النار خالد مخلد؛ لكنه في الدنيا ليس بكافر ولا مؤمن؛ بل هو في منزلة بين منزلتي الإيمان والكفر.
فأي عقول هذه التي يقدمونها على الشرع ويزعمون بها أن هناك واسطة بين الإيمان والكفر؟!
إن القول بالمنزلة بين المنزلتين ليس له أي معنى؛ وإنما هي كلمة قذفها واصل في وقت غضب، فأصبحت ديناً يدينون به ويدافعون عنه إلى قيام الساعة، وهكذا تنشأ البدع، نسأل الله العفو والعافية.